❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها: محمد علي الحريشي
تقتضي المصلحة العليا للشعب اليمني الخروج السريع من مرحلة «اللاحرب واللاسلم» مع النظام السعودي، كل العالم. يعرف أن النظام السعودي هو الذي باشر بالعدوان العسكري الظالم والغادر على اليمن في منتصف ليلة 26 أذار/مارس 2015، وهو من كون التحالف العسكري الدولي تحت مسمى «التحالف العربي لإنهاء الإنقلاب الحوثي وعودة الشرعية إلى صنعاء»، وهو الذي أفسد التوافق الوطني بين مختلف المكونات والأحزاب السياسية اليمنية، الذي رعاه المبعوث الأممي جمال بن عمر في نهاية عام 2014 وبداية عام 2015، وهو من شجع قيادة حزب الإصلاح على رفض إتفاق السلم والشراكة، الذي توافقت عليه كل المكونات السياسية اليمنية(ماعدى حزب الإصلاح)، والذي تم بحضور المبعوث الأممي الأسبق إلى ليمن جمال بن عمر، مارس النظام السعودي ضغوطاً كبيرة على الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي، من أجل تقديم إستقالته من منصب رئيس الجمهورية، بهدف خلط الأوراق وخلق حالة إرباك سياسي وفراغ دستوري وفوضى تعصف باليمن،والمخابرات السعودية هي من خططت لعملية فرار الخائن عبدربه منصور هادي من صنعاء إلى عدن من أجل التسريع بشن عملية العدوان.
النظام السعودي وحده من يتحمل مسؤوليات وتبعات كل ماحل باليمن، من قتل وتدمير وخراب وتوقف لكل مظاهر الحياة داخل الشعب اليمني طيلة مرحلة العدوان حتى الوقت الراهن، وعلى مستوى الداخل، تتحمل قيادة حزب الإصلاح المسؤولية كاملة في إستدعاء النظام السعودي لشن العدوان العسكري على اليمن، فهم من عرقلوا التوافق الوطني، وطلبوا من النظام السعودي التدخل العسكري من أجل القضاء على أنصار الله والقضاء على ثورة 21 سبتمبر عام 2014، بعدما عجزوا من القضاء عليهم في عام 2013، عندما شنوا عدوان عسكري على محافظة صعدة من أربع جبهات،إشترك فيه مليشيات حزب الإصلاح، ومجاميع من سلفيي كتاف ودماج وغيرهم، وعدد من ألوية فرقة الجنرال علي محسن الأحمر العسكرية، وفرضوا حصاراً إقتصادياً محكماً على محافظة صعدة، من جميع الجهات والمنافذ بدعم أمريكي وبتمويل سعودي.
اليوم تكاد تكتمل أربع سنوات واليمن والسعودية يعيشان في مرحلة سياسية خطيرة جداً، وهي مرحلة «اللاحرب واللاسلم»، لأن الحرب والعدوان على اليمن هو حرب وعدوان سعودي بالمقام الأول،فعندما توقف العدوان العسكري في شهر نيسان/أبريل2022،توقف نتيجة لمفاوضات يمنية مع الطرف السعودي فقط وبوساطة عمانية، فلم يتم التفاوض مع أمريكا، ولامع الإمارات العربية المتحدة، ولامع أي طرف مشارك في العدوان،ولم يتم التفاوض مع مرتزقة العدوان وعملائهم في حكومة ماتسمى بالشرعية، تم التفاوض مع النظام السعودي حتى إعلان الهدنة بين الطرفين.
على النظام السعودي إكمال التفاوض من النقطة التي توقف عندها، من قبل بدىء عملية طوفان الأقصى في يوم 7 تشرين أول عام 2023، النظام السعودي هو الذي إستجدى الوساطة العمانية، من عام 2021، من أجل وقف النزيف الذي حل بجيشه وإقتصاده ومنشاءته النفطية من قبل الجيش اليمني، وخوفاً من إنهيار جبهاته العسكرية في حال تقدم الجيش واللجان الشعبية اليمنية لإجتياح الحدود السعودية، بعد أن تحولت موازين القوى العسكرية لصالح الجيش اليمني منذ عام 2019، ففي ذلك العام حقق مجاهدو الجيش واللجان الشعبية إنتصارات ميدانية كبيرة، على الطرف السعودي ومرتزقته، وتم السيطرة على مساحات واسعة، من محافظات صعدة(كتاف والبقع) والبيضاء والجوف ومارب والحديدة وحجة، وتم إلحاق الهزائم بعشرات الألوية العسكرية وقتل وأسر ظباطها وأفرها، وفرار من تبقى منهم، وترك أسلحتهم غنيمة بيد الجيش اليمني، ومنذعام 2019، بدأت الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية تدك وتدمر القواعد العسكرية والمنشاءات النفطية، في كل من السعوديه والإمارات، فلم يرضخ النظام السعودي للهدنة والوساطة العمانية، إلا بعد خسائر كبيرة تكبدها، وعجز وفشل وهزيمة في ميادين القتال، وبسبب تحول الموازين العسكرية لصالح الجيش اليمني، كان إتفاق الهدنة في شهر نيسان /أبريل عام 2022 الذي وقع في العاصمة العمانية مسقط،بجهود عمانية وباركته الأمم المتحدة.
الهدنة اليمنية السعودية حدد لها مدة زمنية بستة أشهر قابلة للتجديد، على أن تستغل فترة الهدنة للدخول في مفاوضات وتفاهمات بين الطرفين عبر الوساطة العمانية، وذلك من أجل الوصول إلى مرحلة وضع حد للعدوان، وإنهاء الحرب، وإحلال السلام، وفك الحصار عن اليمن، وإزالة كل ماترتب على العدوان من توقف للمرتبات وحصار الموانىء والمطارات، وجبر الضرر ودفع التعويضات، وبناء علاقة حسن جوار، تضمن الأمن للبلدين، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن....، وغيرهامن المواضيع.
لكن للإسف إتجه النظام السعودي ومن خلفه أمريكا وربيبتها « إسرائيل» وتحالفهم والمنظومة الدولية من اليوم التالي من الهدنة، إلى الدخول في جبهة عدوانية جديدة ضد اليمن، من المؤامرات والتربص وخلق الفرص لتغيير موازين القوى لصالح النظام السعودي، ونشر الفوضى داخل اليمن، فعملوا على جمع المرتزقة وعملوا لهم مؤتمراً سياسياً في الرياض، كونوا فيه مايسمى «بمجلس القيادة الرئاسي» لتكوين جبهة موحدة ضد قيادة وجيش صنعاء،وحتى تتحول الحرب إلى حرب أهلية داخلية، ليتسنى للنظام السعودي الخروج من الملف اليمني، ويتحلل من كل تبعات عدوانه على الشعب اليمني.
اليوم من مصلحة صنعاء والرياض إنهاء حالة «اللاسلم واللاحرب» والدخول في مفاوضات جادة بينهما تنهي الوضع القائم، فبقاء فترة «اللاحرب واللاسلم» بين البلدين، له أثار سلبية وخطيرة على الأمن والإستقرار في المنطقة، فإنهاء الحالة القائمة فيه مصلحة للسعودية بقدر ماهو مصلحة لليمن، وبقاء حالة«اللاحرب واللاسلم» يعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة وتدمر كل ماحولها.
مايحدث اليوم في المحافظات اليمنية الجنوبية قد يكون المحرك لتلك الأوضاع الفوضوية هو الأمريكي والصهيوني والإماراتي، إذا لم يتدارك الطرفان اليمني والسعودي الأمور من الأحداث و الفوضي الجارية في المحافظات الجنوبية، فسوف ينتج عنها إنعكاسات خطيرة، وقد تنفجر الأوضاع العسكرية بين البلدين وفي المنطقة في أية لحظة، وبالتالي تذهب كل المكاسب في أدراج الرياح، التي حققها البلدان في فترة الحوار والتفاوض من قبل شهر تشرين أول/أكتوبر عام 2023.
نذكر بما تم الإفصاح به في صنعاء، من قبل أرفع القيادات اليمنية قبل عدة أيام «أن حكومة الإمارات العربية المتحدة أرسلت عبر أطراف أخرى إلى قيادة صنعاء تدعوها وتحثها على شن عمليات قصف عسكري على منشاءات منطقة( نيوم) الإقتصادية السعودية، وذلك مقابل فوائد تقدمها قيادة الإمارات لصنعاء... الخ». من ضمن أوجه دلالات ذلك الإفصاح هو رسالة تنبيه إلى الطرف السعودي، وربط ذلك ومايحدث في حضرموت والمهرة، وأن النظام السعودي ربما هو مستهدف بما يجري من فوضى، في المحافظات اليمنية الجنوبية، فقد نوه قادة صهاينة وصرحوا أن مايحدث في حضرموت فيه مصلحة ل«إسرائيل»، فالحكومة الصهيونية مشاركة في نشر الفوضى والاحداث داخل المحافظات اليمنية الجنوبية، وتخادمها مع النظام الإماراتي في تلك الأحداث، نعم أمريكا وكيان العدو الصهيوني والنظام الإماراتي متورطون بخلق الفوضي في جنوب اليمن، والنظام السعودي يتحمل المسؤولية كونه يماطل في عدم المضي لإستئناف المفاوضات مع القياده اليمنية، من أجل إنهاء حالة«اللاحرب واللاسلم» التي قد تنفجر في وجه النظام السعودي في أية لحظة.